Header Ads

خرافة "الإحتلال" الإسلامي - انتشار الإسلام بالسيف -الجزء الرابع

هل حقاً انتشر الإسلام بالسيف ؟ هل أجبر المسلمون أهالي البلدان التي فتحوها على اعتناق الإسلام ؟ ماهو رأي المؤرخين و العلماء و الباحثين في هذا الإدعاء ؟

===============================================

نبدأ بشهادة المستشرق البريطاني الشهير "ديلاسي أولياري" حيث قال عن انتشار الإسلام ما نصه:
(( إن التاريخ يظهر لنا بوضوح، على كل حال، أن أسطورة المسلمين المتعصبين الذين يجتاحون بلدان العالم و يجبرون الشعوب المغلوبة على اعتناق الإسلام بحد السيف لهي من أكثر الخرافات التي قام المؤرخون بتكرارها سخافة.)). [1]
.
أما المؤرخ البريطاني المرموق "توماس آرنولد" فقد ذكر بعد دراسته لأسباب اعتناق الشعوب للإسلام بعد الفتوحات قائلا:

(( و لكننا لا نسمع أبداً أي شيء عن محاولات منظمة لفرض الإسلام بالقوة على السكان غير المسلمين أو عن أي اضطهاد ممنهج بنية القضاء على الدين المسيحي.
لو قام الخلفاء فعلاً باتخاذ هذا المسار لكانو اقتلعو المسيحية بسهولة كما قام فيرديناند و إيزابيلا بطرد الإسلام خارج إسبانيا أو كما قام لويس الرابع عشر بجعل اعتناق المذهب البروتستانتي جريمة يعاقب عليها القانون في فرنسا، أو كما تم منع اليهود من دخول إنجلترا لمدة 350 سنة )). [2]
.
أما إذا ما قمنا بمقارنة الحكم الإسلامي بالحكم الأوروبي النصراني المعاصر له فلن نجد أدنى وجه للمقارنة على الإطلاق، حيث يخبرنا المؤرخ الأمريكي الشهير "ويل ديورانت" في عمله التاريخي الضخم "قصة الحضارة" عن ذلك قائلاً:

(( بالنسبة لأهل الذمة -المسيحيون و الزرادشتيون و الصابئة و اليهود- فقد وفّرت لهم الخلافة الأموية درجة من التسامح لا تكاد تجد ما يضاهيها في البلدان المسيحية المعاصرة لها....كان يسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرّية، , و أيضاً بالإحتفاظ بكنائسهم، على شرط ارتداء ملابس مختلفة بلون العسل، و أن يقومو بدفع جزية تتراوح ما بين دينار واحد إلى أربعة دنانير (أي ما يعادل 4.75 إلى 19 دولار أمريكي) في السنة بما يلائم دخلهم أو إيراداتهم.
لقد وقعت هذه الضريبة فقط على رؤوس غير المسلمين القادرين على القتال و أداء الخدمة العسكرية، و لم يتم فرضها على الرهبان و النساء و الصغار اليافعين و العبيد و كبار السن و المعاقين و العميان أو الفقراء المدقعين....و في مقابل ذلك تم إعفاء الذمي (أو استثناءه) من الخدمة العسكرية و تم إعفائهم من ضريبة الصدقات الإجتماعية التي تأخذ 2.5% من مجموع الأملاك (الزكاة)، و أصبحو يتلقون الحماية تحت الحكومة....لم يتم قبول شهادتهم في المحاكم الإسلامية، و لكن كان يسمح لهم بحق الحكم الذاتي تحت قادتهم و قضاتهم و قوانينهم )). [3] 
.
زد على هذا هو أن المسلمين قد أطفؤو نار الطائفية بين المذاهب النصرانية المختلفة و جعلوها تتعايش في سلام مع بعضها البعض في كنف دولة المسلمين.

و الأكثر من هذا هو أن فكرة التسامح في حد ذاتها كانت جديدة على المجتمع الشرقي في ذلك الزمن حيث كان الإضطهاد الديني هو السياسة السائدة حتى بين النصارى أنفسهم، و يعترف المؤرخون بهذا كحقيقة تاريخية، حيث نقرأ في موسوعة كامبريدج الجديدة حول التاريخ الإسلامي ما نصه:
(( لقد كان المسيحيون المنوفيسيون و النساطرة فعلاً أفضل أحوالاً تحت النظام الجديد، حيث أن معاوية كان مصمماً على إحلال السلام بين الفرق و المذاهب المتنافسة و رفض أن يفضّل أحدها على الآخر....و لأول مرة في التاريخ أصبح المنوفيسيون و النساطرة أحراراً في تنصيب أساقفتهم بأنفسهم و تعليم عقائدهم بدون عوائق أو عراقيل.
إن سياسة الإنصاف و عدم الحياز لم تكن سياسة يمكن إنجاحها بسهولة، حيث أن التسامح كان مفهوماً غريباً و غير مرحّب به عند أغلب المسيحيين، و لكن معاوية استطاع هو و ولاته أن يقومو بإنجاحها ( أحياناً، كان على الجنود المسلمين أن يتمركزو أثناء القداس للحفاظ على السلام).
و على هذا الميزان، فإنه ليس من المستغرب أن الكنيسة السورية لم تكن قلقة كثيراً مما أطلقت عليه إسم "الهرطقة العربية" في العقود الأولى للحكم الإسلامي. )). [4]
.
.
.
المصادر و المراجع:
=============
.

[1] - De Lacy O'Leary, Islam at the Crossroads (1923), p.8
.
[2] - Thomas W. Arnold, The Preaching of Islam: A History of the Propagation of the Muslim Faith (1913), p.79 
.
[3] - Will Durant, The Story of Civilization (vol. IV): The Age of Faith, p. 218
.
[4] - Chase F. Robinson (ed.), The New Cambridge History of Islam (vol. I): The Formation of the Islamic World - Sixth to Eleventh Centuries, p. 515 

Aucun commentaire