Header Ads

خرافة "الإحتلال" الإسلامي - كيف فتخ المسلمين شعوب اخرى - الجزء التاني






كيف كان رد فعل الشعوب التي فتحها المسلمون (اليهود و النصارى على وجه الخصوص) ؟ هل رأت قدوم المسلمين إلى بلدانهم احتلالاً غاشماً أم تحريراً و إنقاذاً لهم من نير الإستعباد و الإضطهاد ؟ هل قامو بمقاومة المسلمين و رفضهم أم أنهم تعاونو معهم في فتح تلك البلدان و حاربو في صفوفهم ضد الرومان البيزنطيين ؟
يقول المؤرخ الأمريكي "ويل ديورانت" في عمله التاريخي الضخم "قصة الحضارة" ما نصه:
(( لقد قام اليهود في منطقة الشرق الأدنى بالترحيب بالعرب على أنهم قوات التحرير....لقد تعرضو الآن لإعاقات مختلفة و اضطهاد على فترات متباعدة، و لكنهم أصبحو يقفون على قدم المساواة مع المسيحيين، و أصبحو أحراراً مرة أخرى ليعيشو في مدينة القدس و يتعبدو فيها، و شهدو ازدهاراً تحت الحكم الإسلامي في آسيا و مصر و إسبانيا كما لم يشهدو من قبل تحت الحكم المسيحي )). [1]
.
أما المؤرخ الأمريكي "آرثر غولدسميث" فإنه يخبرنا عن موقف النصارى و اليهود في سوريا و بلاد الشام و أرض مصر من قدوم جيوش المسلمين قائلاً:
(( كان المسيحيون الناقمون في سوريا و مصر يرون العرب المسلمون كمحررين لهم من نير الإستعباد البيزنطي و عادة ما كانو يقومون بالترحيب بهم.
على سبيل المثال، قام الأساقفة المسيحيون في مصر بالغدر بالبيزنطيين و تسليم بلادهم بين عامي 640 و 642 إلى قوة عربية يبلغ تعدادها أقل من ألف مقاتل.
و بنفس الطريقة، قام اليهود المنتشرون في فلسطين و سوريا باختيار عدم اكتراث المسلمين بهم و تفضيله على الإضطهاد البيزنطي )). [2]
.
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن السكان الأصليين كانو أيضا يتجسسون لصالح المسلمين و يساعدونهم في تحركاتهم ضد الرومان البيزنطيين، حيث يخبرنا المؤرخ الأمريكي "والتر كايغي" عن ذلك قائلاً:
(( تبلغنا المصادر العربية أن المسلمين استفادو كثيراً و في مرات عديدة من الجواسيس و المتعاونين من بين السكان الأصليين، بما في ذلك "الأنباط" (ليسو بالضرورة من العرب بل أهل سوريا من المسيحيين المنوفيين، و أيضا من اليهود السامريين )). [3]
.
و عند وصول المسلمين إلى المدن بعد فتحها فإن أهاليها كانو يستقبلونهم بالأفراح و الإحتفالات، و هذا بشهادة أهل البلاد أنفسهم، حيث يخبرنا أحد أساقفة الكنيسة اليعقوبية في بلاد الشام في القرن الثامن الميلادي عن هذا قائلاً:
(( عاد العرب إلى دمشق و هم مبتهجون بنصرهم العظيم، و قد استقبلهم أهالي دمشق خارج أسوار المدينة بالترحيب بكل ابتهاج و سعادة، و تم تأكيد كل المعاهدات و الوعود )). [4]
.
و اتخذ اليهود في إسبانيا نفس الموقف، حيث يخبرنا المؤرخ اليهودي الأمريكي عن موقف اليهود من فتح إسبانيا و معاونتهم للمسلمين في ذلك ما نصه:
(( عندما عبر المسلمون مضيق جبل طارق من شمال إفريقيا سنة 711 ميلادية و غزو شبه الجزيرة الأيبيرية، قام اليهود بالترحيب بهم كمحررين لهم من الإضطهاد المسيحي....و بالمقابل، فإن كتيبة المسلمين الصغيرة نسبياً وثقت باليهود و عهدت إليهم بمراقبة المدن بينما استمرو هم بالزحف عبر إسبانيا )). [5]
.
و يرى بعض المؤرخين أن الإنتصارات السريعة لجيوش المسلمين كان سببها الرئيسي هو تعاون السكان الأصليين معهم بشتى الطرق، حيث أنهم كانو يفضلون المسلمين على أبناء دينهم النصارى من الروم البيزنطيين، فهذا المؤرخ البريطاني "توماس آرنولد" يخبرنا:
(( إن الإنتصارات السريعة و الخاطفة التي أحرزها الغزاة العرب كانت ترجع بشكل كبير إلى الترحيب الذي لاقوه من أهل البلاد المسيحيين الذين كانو يكرهون الحكم البيزنطي ليس فقط بسبب إدارته القمعية الظالمة، بل أيضا و بشكل رئيسي بسبب مرارة العداء الديني. )). [6]

المصادر و المراجع:
----------------------------
-------------------------------------
------------------------------------------------
[1] - Will Durant, The Story of Civilization (vol. IV): The Age of Faith, p. 218
.
[2] - Arthur Goldschmidt Jr., A Concise History of the Middle East (1979), p. 50
.
[3] - Walter E. Kaegi, Byzantium and the Early Islamic Conquests, p. 16
.
[4] - Dionysius of Tel-Mahre, The Seventh Century in the West-Syrian Chronicles (1993), p.157
.
[5] - Sephardic and Mizrahi Jewry: From the Golden Age of Spain to Modern Times (2005), pp.8-9
.
[6] - Thomas w. Arnold, The Preaching of Islam: A History of the Propagation of the Muslim Faith (1913), p. 102

Aucun commentaire